الأربعاء، 15 يوليو 2015

دعاء..

حبيبتي

أعرف أني قصرت في الكتابة لك، كنت أتمنى عندما علمت بوجودك داخلي أن أكتب لك كل يوم، أو على أقل تقدير كل أسبوع.. أحكي لك ما يدور بداخلي منك، ومن حملك، لكن الوهن غالبا هو ما أعجزني..

نحن الآن نقترب من نهاية الشهر السادس، في المجمل أستطيع أن أقول أن هذه الفترة من الرحلة مرت بسلام والحمد لله، أكثر ما أزعجني خلالها آلام العضلات والمفاصل التي تربصت بي في نهايات الشهر الرابع، توقع الجميع أن يكون هذا بسبب نقص الكالسيوم، فبت أشرب من الحليب لتر كامل يوميا، حتى أساعد نفسي وأساعدك به.. خفت الحمد لله هذه الآلام كثيرا، ولا تعود إلا على فترات متقطعة عندما أهمل شرب الحليب ليومين او أكثر أو عندما أبذل مجهودا أكبر متخيلة أني سوبر وومن، والحقيقة أني لست كذلك يا عزيزتي..

نعم أقول لك يا عزيزتي، في المرة الأخيرة قالت لي الطبيبة أنك على الأغلب فتاة، وهو ما أكده "عمو مجدي" عندما أصر على عمل سنار لي في الفيوم، أنا وأبوك كنا نريدك فتاة، أنا أحلم بصاحبة صغيرة تشاركني التوك والمكياج والالوان والفساتين والمانيكيير والحكايات والرغي والنميمة، وهو يحلم بالكثير من الدلع الـ رايح جاي J

عندما بدأ الشهر الخامس وبدأت رسائل متابعة نموك -والتي أتلاقاها من مواقع الكترونية مختلفة- تخبرني بأنك تستطيعين الآن سماع ما حولك، وأنك تطورين قدرتك على تمييز صوتي والتعرف عليه، انتابتني حيرة كبيرة! ماذا أخبرك؟ ماذا أحكي لك؟ ماذا نغني؟ فأصبحت اقضي وقتا طويل في المسح على بطني وأنا أعرف أن ربتي يصلك، في صمت دون كثير كلام..

مع الوقت اصبحت احكي لك ما افعله، أقف في المطبخ فأشرح لك لماذا أضيف القرفة لصينية البطاطس، كم فص ثوم يناسب صنع فتة متنينة، وأخبرك أني لا أحب اللحم ولا الدجاج، ولكني أتناولهم لأحافظ على صحتك وصحتي بمنأى عن الوهن والمرض..
نفكر في تسميتك "بهية"، لا أخفيك لم يستحسن الاسم معظم من سمعه، لكننا نحبه معنى ورمزا، ولهذا السبب نقوم بتشغيل غنوة الشيخ إمام بشكل متكرر "مصر يا أمه يا بهية"، وأنت ترقصين معها في رحمي كما ترقصين مع غيرها، واذا اشتد ركلك، أقول لأباك: "البنت دي هتكون ثورية.."، وأنا أردد في سري بوجل وخوف "ربنا يستر.. ربنا يحفظ".

نحن الآن في العشر الأواخر من رمضان، كنت أرتبك في وقت الإفطار ولا أعرف ما الدعوة المناسبة التي أطلبها من الله؟؟ في الأيام الأولى كان الدعاء لأبي بالرحمة هو الشيء الوحيد الذي يسيطر على خيالي!، بعد أيام أخبرني "عمو مجدي" أن المياه حولك كثيرة، وعندما بحثت على النت أزعجني وأفزعني كثيرا أن يكون بك ضر، هلعت في الحقيقة، وتوالت علي الكوابيس لعدة أيام متتالية، ربما لم ينقذني من الكوابيس هذه إلا ترديدي في كل وقت وحين : "اللهم إني أستودعك ما في رحمي فرده إلى عند ولادته سالما معافى تام الخلقة دون زيادة أو نقصان.." .

بدأت أكثر في معرفة ما أريده من الله فيك، فصرت ألح عليه أن : "اللهم اجعله من الصالحين المصلحين، واكتبه من السعداء في الدارين، واجعله من المحبوبين في الأرض والسماء..".

عندما أتحدث معك، أقول لك أني أريدك فتاة قوية، صالحة، وذكية، وخفيفة الدم.. وصديقتي قبل كل شيء.


اللهم استجب.. اللهم استجب.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق