الاثنين، 3 أغسطس 2015

صباح الخير من أمريكا

صباح الخير يا حلوتي..

صباح الخير من أمريكا، لافييت- لويزيانا تحديدا..
نحن الآن صباح الإثنين، ووصلنا لمنزل عمر مساء الاربعاء، قضينا الخميس الجمعه معظمهم في النوم ومحاولة التغلب على إرهاق السفر وفروق التوقيت، ورغم الارهاق، خرجنا خلال اليومين في جولات سريعة حول المدينة الصغيرة، على عكس العادة كانت عيون الاستكشاف في البداية اصغر ولكنها بدأت في الاتساع –لدي على الاقل- مع مرور الوقت، ربما بعد غياب الارهاق تدريجيا واستيقاظ الشغف والحماس من جديد.

أقول من جديد لأن الوقت الأخير في مصر كان شاقا وكئيبا ومحبطا، دعينا لا نتهم مصر، ونعيد صياغة الجملة من جديد، في الوقت الأخير كنت أشعر معظم الوقت بالمشقة والكآبة والإحباط، ربما كان السبب قلقي من السفر وتوتري بسبب القرار والخطوة وخوفي من مشقة الرحلة، وربما كان شعوري بالروتين السخيف وضيقي مؤخرا من العمل.. لا أعرف تحديدا، ولكني في اليومين الأخيرين بدأت ألحظ في نفسي من جديد رغبة في الاستكشاف والتحليل وعينا تلمح التفاصيل هنا وهناك.. وهو ما أسعدني جدا، وشجعني لمعاودة الكتابة والتدوين، ربما لأن الوضع هنا يساعد على استرخاء وهدوء أكبر، مع القليل جدا من المسئوليات، أو لنقل.. لا مسئوليات.

الإنفلونزا تلازمني منذ وصولنا، وبين نوبات انسداد الأنف والرشح والخنف، أشعر بجسمي متذبذبا في الاستقرار على درجة حرارة تناسبه، أشعر معظم الوقت بالحر الشديد أو بالبرد الشديد، أو بكلاهما في نفس اللحظة، الأمر مؤلم ومحير، وينتهي بي عادة في الفراش أحاول الاسترخاء بعد رحلة العناء والبحث عن درجة الحرارة المناسبة!

نسكن في Acadian garden وهو مجمع هادئ وظريف جدا، به حمام سباحة أستطيع أن أراه من نافذة غرفتي، لم أستخدمه بعد، ولكني أقرر كل يوم أن أجربه وبحلول العصر يكون الكسل قد أخذ اليد العليا.

 في اليوم الأول تناولنا الغذاء في مطعم مكسيكي روحه خفيفة وتشيع به الحماسة، لم تكن قراءة "منيو" الطعام أو التواصل مع الجرسون بالصعوبة التي توقعتها، كان الأمر مرح ولطيف جدا، ذهبنا بعدها إلى Walmart وهو سوبر ماركت كبير واسع المساحة تبلغ مساحته على الأقل أربعة أضعاف أمثاله في مصر، شعرت بالضيق منه، لأني كنت مجهدة من ناحية، ولأني لم أعرف معظم الماركات وحتى لم تتبين لي هوية البضائع، وحال الإرهاق دون توفر شغف كاف لاستكشاف كل هذه الأقسام والأرفف مترامية الأطراف عديمة المعنى، قضينا أكثر من ثلث ساعة نبحث عن حليب كامل الدسم!، الأنواع كثيرة جدا وكل منها له خاصية ما وكلهم بلا استثناء غير مفهومين بالنسبة لنا.

في اليوم التالي ذهبنا في جولة سريعة أخرى لمحلات قريبة، بدأت في استكشاف ملابس تناسبك، ملابس البنات مبهجة حد البكاء، أمسك القطع في دهشة من حجمها وأنا أتخيلك، وأقول لنفسي "هل هي بيضاء أو سمراء..؟"، "أي الألوان سيليق بها أكثر؟"، أستكشف المحلات وأنتظر وقت التخفيضات بعد أسابيع قليلة للانقضاض على كل ما يليق بك يا حلوتي المنتظرة بشغف.

يوم السبت ذهبنا إلى سوق أسبوعي يعرض فيه الفلاحين منتجاتهم ومصنوعاتهم اليدوية، وتعرض فيه السيدات ما تصنعه أيديهم من أصناف الكيك والكوكيز والمربى والصوصات المختلفة، يقام السوق في وسط مساحة خضراء شاسعة، كان مزدحما بالأسر التي تشتري الفاكهة والعصائر الطازجة وبعض الكيك أو الفشار، وتذهب لظل شجرة فتجلس وينطلق الأطفال للعب في المحيط الاخضر الواسع، الأمر بهذه البساطة وهذه البهجة، أسر صغيرة معها الكثير من الأطفال يقضون نهاية الأسبوع منذ ساعات الصباح الباكرة في مكان مفتوح وهادئ وأخضر ليس له تذكرة دخول ولا حد أدنى للطلبات!

مساء ذهبنا إلى المركز الإسلامي حيث تعرفنا على أسرة لبنانية وثلاث أسر مصرية مقيمة بالمدينة، التي يبدو أنهم يشكلون بها الجالية العربية!، كانت سهرة قصيرة ومفيدة جدا في استيضاح خطواتنا الأولى هنا، خاصة فيما يتعلق بالرعاية الصحية وإجراءاتها تمهيدا لوصولك المرتقب.


أفكر في الالتحاق بكورس لليوجا، أو آخر للكتابة الإبداعية، ولكني لم أقرر بعد.. أرجو في رسالتي التالية أن أكون قد ابتعدت عن هذا الاكتئاب خطوات محترمة، بدلا من الاقتراب منه بكل هذا الثبات!

أحبك

هناك تعليقان (2):